الثلاثاء 30 شتنبر 2025
أحيت المواجهة
اللفظية التقليدية بين المغرب والجزائر النقاشات، يوم الاثنين، خلال الدورة
الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة. فبعد كلمة وزير الخارجية الجزائري أحمد
عطاف، تدخّل السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى المنظمة الأممية، لتقديم
ما وصفه بـ«توضيحات واستعادة الحقائق».
كان عطاف قد
تطرق في مداخلته إلى قضية الصحراء، معتبراً أنها مطروحة أمام الأمم المتحدة منذ
أكثر من ستة عقود، من دون الإشارة إلى من بادر بإدراجها. وفي رده، أكد عمر هلال أن
المغرب هو من وضع الملف على جدول أعمال الأمم المتحدة ضمن قضايا تصفية الاستعمار.
وذكّر
الدبلوماسي المغربي بأن مدينة طنجة استضافت في ماي 1962 أول اجتماع للجنة الـ24
خارج مقر الأمم المتحدة بنيويورك، وذلك قبل استقلال الجزائر في يوليوز 1962 وإنشاء
جبهة البوليساريو سنة 1972 بليبيا. وتبع هذا الاجتماع إدراج قضيتي «الصحراء
الإسبانية» وسيدي إفني في جدول أعمال اللجنة بطلب من المملكة.
كما شدّد هلال
على أن مجلس الأمن يتعامل مع قضية الصحراء «ليس كملف لتصفية الاستعمار، وإنما
كمسألة تتعلق بالسلم والأمن الدوليين». وتساءل موجهاً كلامه إلى الوزير الجزائري:
«بأي صفة تطرح الجزائر، التي تدّعي أنها ليست طرفاً، الأسئلة والشروط والمبادئ حول
إيجاد حل لهذا النزاع؟».
وبنبرة ساخرة،
رحّب السفير المغربي بمواقف نظيره الجزائري، معبّراً عن أمله في أن تترجمها
الجزائر إلى مشاركة فعلية في الطاولات المستديرة والمساهمة في إعادة إطلاق العملية
السياسية بصفتها طرفاً معنياً بالنزاع.
واختتم عمر هلال
كلمته بالتذكير بالمبادرة التي أطلقها الملك محمد السادس في خطاب عيد العرش بتاريخ
29 يوليوز، حين جدد التأكيد على مدّ يده للجزائر. وأبرز الملك آنذاك أن «المواقف
المؤيدة للحق والشرعية تُلهمنا الفخر والشرف، وتدفعنا أكثر نحو البحث عن حل توافقي
يحفظ كرامة جميع الأطراف، دون غالب أو مغلوب».